كتب :محمد أبوزيد
بينما يقف العالم على أطراف أصابعه انتظارا لهدنة طال انتظارها بين حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية من جهة والكيان الصهيوني من جهة أخرى، وفي الوقت الذي اتجهت فيه أنظار العالم للقاهرة للبحث عن بارقة أمل من خلال الورقة المصرية المقترحة للهدنة والتي ربما تكون طوق نجاة للمنطقة.
في ظل كل تلك التفاعلات والأحداث المتلاحقة، وفي ظل حالة حراك طلابي لم تحدث في تاريخ أمريكا منذ حرب فيتنام من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية في غزة، وانتقال الحراك للجامعات الأوربية، وما يمثله هذا الحراك من معاني.
كانت هناك على الجبهة الأخرى جهات غامضة ومشبوهة وممولة تخطط وتعمل بمنتهى القوة لشن هجوم مضاد من أجل مواجهة حالة التضامن العالمي مع غزة.
" تكوين" وعلاقة الاسم بالتوراة
ففجأة، وبدون أي مقدمات، ولا حتى أخبار في الصحف، ولا في المواقع، عن موعد ومكان المؤتمر ، قامت منظمة غامضة ومريبة اسمها "تكوين"- ولا يعرف إذا كان الاسم له علاقة بسفر التكوين، أول أسفار العهد القديم وأول أجزاء التوراة، أم أنه مجرد تشابه مقصود، بعقد أول مؤتمر لها في القاهرة في قلب المتحف المصري الكبير قبل يومين.
وهذه سابقة لم تحدث من قبل، فلم يسبق لأي جهة أو منظمة دولية أو محلية أو حتى حكومية أن عقدت مؤتمرا في المتحف المصري الكبير، الذي لم يتم افتتاحه رسميا حتى الآن.
أسماء مشبوهة
لم يكن اسم المنظمة هو الذي توقف عنده العشرات من المثقفين المصريين الذين أبدوا حالة تشكك وغضب وتوجس شديدة تجاه تلك المنظمة المريبة والقائمين عليها، ولا المؤتمر الذي تم الإنفاق عليه بسخاء وبذخ غير عادي من حجز قاعات في المتحف المصري بالآلاف الدولارات لمدة يومين، وحجز إقامة كاملة "فول بورد" في فندق مينا هاوس بالآلاف الدولارات
ولا الغموض حول مصادر التمويل وهل هو إماراتي أم إسرائيلي أم إماراتي إسرائيلي
الأكثر ريبة من كل ذلك هو أسماء المشاركين في المؤتمر، فغالبيتهم من "شلة الإلحاد"، كما أن أسماء أعضاء مجلس أمناء المؤسسة ومنهم إبراهيم عيسى، يوسف زيدان،إسلام بحيري ألفة يوسف، نايلة أبي نادر، فراس السواح، هم من أصحاب الأقلام المشبوهة والبرامج المشبوهة والأفكار المشبوهة الممولة من جهات مشبوهة.
وهؤلاء جميعا تجمعهم جميعا فكرة الإلحاد، والهجوم على ثوابت الدين، والتشكيك في الأحاديث النبوية، والهجوم والتهجم والتبجح في تناول سيرة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، والتشكيك في العقيدة، ونشر الإلحاد.
وهذه الشلة التي تشكل مجلس أمناء مؤسسة تكوين الغامضة المريب، لا يوجد لديها معارك فكرية حقيقية، وليس لديهم اشتباك حقيقي مع قضايا المجتمع وأوجاعه،ولا مع السلطة اذا انحرفت، ولا مع الاستبداد ولا الظلم في أي وقت وفي أي عهد، ولا مع الغرب ولا مع العدو الصهيوني ولا مع نتنياهو نفسه.
قضيتهم الوحيدة هي التجرؤ على الدين وعلى الذات الإلهية، وإثارة الفتن والجدل حول الثوابت الدينية، روابطهم المشتركة هي التمويل المشبوه، نشر الإلحاد سرا وعلنا، الغطرسة والنفخة الكذابة، الانتقال المفاجئ من السكن في العشوائيات إلى الفيلات والقصور، الحسابات البنكية داخل مصر وخارجها بالدولار وبالجنيه، عدم معرفة مصادر التمويل، لم يحدث وأن أعلن أحدهم عن مصدر ثروته ولم ولن يستطيع واحدا منهم أن يقدم إقرار ذمة مالية.
وحينما يُذكر أسماء مثل إبراهيم عيسى وإسلام بحيري ويوسف زيدان وباقي مجلس الأمناء فعليك أن تتحسس مسدسك، وعليك أن تبحث عن حنفية التمويل، وعن الجهة المشبوهة التي تقف وراء التمويل، عليك أن تبحث مؤسسات وجهات يهودية وإسرائيلية وأمريكية لها علاقة بالتمويل
فإبراهيم عيسى الذي انتقل من بدروم في فيصل إلى فيلات وقصور في التجمع والساحل الشمالي هو أسطورة التمويل المشبوه، هو أكثر من حصل على تمويل خارجي من جهات مشبوهة ومن قناة الحرة الأمريكية ومن جهات ذات صلة بأجهزة استخباراتية عالمية.
كل هذا التمويل الضخم والثراء الفاحش المفاجئ الذي حدث لعيسى لم يجعل جهة واحدة تتحرك لتسأله سؤالا واحدا من أين لك هذا؟
والمقابل هو القيام بمعارك فكرية عظيمة ونبيلة وخالدة من عينة إنكار المعراج،التجرؤ على أول الخلفاء الراشدين صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وصديقه المقرب والقول بأنه أول داعشي في الإسلام.
التنطع بالقول أن كل أمهات مصر كانوا يرتدون مايوهات وبكيني - لا نعرف إذا كانت أمه من بينهن أم لا -اختراع قصة الصيدلي الذي يقرأ القرآن في الصيدلية.
التهجم على الصحابة وعلى البخاري والتشكيك في الأحاديث النبوية
كل هذه المعارك الوضيعة المصطنعة، الممنهجة، يدفع فيها مئات الآلاف من الدولارات
وعلى نفس الدرب وفي نفس التوقيت وبنفس مصادر التمويل ونفس الجهات التي تدفع ونفس الأصابع التي تحرك يزاحم إسلام بحيري إبراهيم عيسى في الاشتباك مع القضايا الكبري من عينة التحدث عن الصحابة وعن البخاري والشافعي ورواة الأحاديث بألفاظ وقحة، التشكيك في الثوابت الدينية، التمسك بروايات شاذة في التاريخ من أجل الصاق كل النقائص بصحابة النبي، التشكيك في الدين نفسه
ويشاركهم يوسف زيدان بالفاظ وقحة وقبيحة يطلقها على صلاح الدين وعلي أبطال التاريخ الإسلامي، والخرافات التي يروج لها بأن المسجد الأقصى ليس في فلسطين!!
تنظيم أعداء غزة
كل ما سبق ذكره عن مصادر التمويل المشبوهة وعن المعارك المشبوهة لكل المشاركين في مؤسسة تكوين المشبوهة وفي مؤتمرها الأول المشبوه الذي عُقد بالمتحف المصري في توقيت مشبوه، ليس جديدا ولا فريدا عن تلك الشخصيات وسبق وأن خاضت فيه أقلام كثيرة، وتناولته تقارير إعلامية موثقة، لكن مربط الفرس في هذا المؤتمر وفي نوعية المشاركين فيه وفي المؤسسة المشبوهة التي تقف وراءه، أن حالة الحراك الطلابي العالمية المتضامنة مع غزة، وحالة التضامن الدولي غير المسبوقة مع القضية الفلسطينية، َوصلابة المقاومة في التفاوض وفي أرض المعركة، هي الدافع الرئيسي لتشكيل تلك المؤسسة المشبوهة.
فكل أعضاء مجلس أمناء تلك المنظمة وكل المشاركين في مؤتمر المتحف المصري، هم من تنظيم أعداء غزة، وكارهي غزة وكارهي المقاومة، كلهم جميعا ممن يظهرون كالمغشي عليه من الموت اذا ذكرت كلمة مقاومة، إذا ذكرت كلمة غزة.
هم جميعا من الممولين من جهات أمريكية وإسرائيلية من أجل تشويه المقاومة الفلسطينية.
هم جميعا ممن يحطون بحفاوة غير عادية في الإعلام الإسرائيلي في تل أبيب والإعلام الصهيوني في واشنطن وبعض العواصم العربية.
هم جميعا سيكون لهم "هوم ورك" وواجب مدرسي يومي يتمثل في توجيه أكبر قدر من الشتائم للمقاومة للحط من شأنها.
ويبقى السؤال.. من الذي سمح لتلك الشلة بعقد المؤتمر المشبوه الأول لهم في المتحف المصري؟